قلق الاطفال وعلاقته بالوالدين

يعاني العديد من الأطفال في جميع أنحاء العالم من القلق والتوتر، ويبدو أن هذه المشكلة تزداد بشكل مستمر في السنوات الأخيرة. قد يؤدي القلق الشديد إلى العديد من المشاكل الصحية والنفسية، بما في ذلك الاكتئاب والعزلة والمشاكل السلوكية. ومن المهم أن تعرف الأسرة والمجتمع ككل الطرق التي يمكن بها تخفيف القلق عند الأطفال.

تشير العديد من الدراسات إلى أن تعامل الوالدين يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى القلق لدى الأطفال. على سبيل المثال، أجرت دراسة نشرت في مجلة "الطب النفسي والنفسيات السريرية" عام 2014 على 200 طفل في الصف الأول والثاني في المدارس الابتدائية. أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين تعاملوا مع والديهم بطريقة إيجابية وداعمة، كانوا أقل عرضة للإصابة بالقلق بنسبة 30٪ من الأطفال الذين لم يتلقوا دعمًا كافيًا من والديهم.

وبحسب دراسة أخرى أجريت في جامعة "ديلاوير"، تم تحليل بيانات من 38 دراسة سابقة لتقييم تأثير تعامل الوالدين على مستوى القلق لدى الأطفال. ووجد الباحثون أن الوالدين الذين يتفاعلون مع أطفالهم بشكل إيجابي وداعم يمكن أن يقللوا من مستوى القلق لدى أطفالهم بنسبة 27٪ مقارنة بالوالدين الذين لا يتفاعلون بشكل إيجابي مع أطفالهم.

تشير النتائج السابقة إلى أن تعامل الوالدين يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً في تحسين مستوى القلق لدى الأطفال 

كما أن العلاقة بين الوالدين والأطفال لها تأثير كبير على مستوى القلق لدى الأطفال. إذا كان لدى الأطفال والوالدين علاقة قوية وصحية، فمن المرجح أن يكون لدى الأطفال مستوى قلق منخفض. بالمقابل، إذا كان هناك نقص في التواصل والعلاقة بين الوالدين والأطفال، فمن المرجح أن يزداد مستوى القلق لدى الأطفال.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن التفكير الإيجابي يمكن أن يكون مفيدًا في تخفيف القلق لدى الأطفال. يمكن للوالدين أن يساعدوا أطفالهم على التفكير الإيجابي من خلال تعليمهم كيفية التعامل مع العقبات والمشاكل بطريقة إيجابية والتفكير في الجوانب الإيجابية للحياة.

ويمكن أن يساعد تعليم الأطفال تقنيات التأمل والاسترخاء في تخفيف مستوى القلق لديهم. يمكن للوالدين أن يتعلموا هذه التقنيات ويعلمونها لأطفالهم أيضًا، مما يساعدهم على الاسترخاء وتخفيف التوتر في الوقت الذي يشعرون فيه بالقلق.

هناك العديد من الممارسات التي يمكن للوالدين اتباعها لمساعدة أطفالهم على تخفيف مستوى القلق. وفيما يلي بعض النصائح والممارسات الفعالة:

1. التحدث مع الأطفال بشكل صريح: يجب على الوالدين التحدث مع الأطفال بشكل صريح وفعال، والإجابة على جميع أسئلتهم بطريقة واضحة. كما يجب توضيح الواقعة التي تسببت في قلق الطفل، وتطمئنه بأن الأمور تسير على ما يرام.

2. الحفاظ على نمط حياة صحي: يجب على الوالدين التأكد من تناول الطعام الصحي والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية مع الأطفال بانتظام. فهذا يمكن أن يساعد في تقليل التوتر والقلق.

3. تعليم الأطفال التقنيات الصحيحة للتنفس العميق والتأمل: تساعد هذه التقنيات على تخفيف القلق والتوتر لدى الأطفال. ويمكن للوالدين تعليم الأطفال كيفية التنفس العميق والتأمل والتركيز على اللحظة الحالية.

4. توفير بيئة داعمة ومشجعة: يجب على الوالدين توفير بيئة داعمة ومشجعة لأطفالهم، وتشجيعهم على الحديث عن مشاعرهم والتعبير عنها. كما يجب تشجيع الأطفال على ممارسة النشاطات التي يستمتعون بها وتحفيزهم على تحقيق أهدافهم.

5. توفير وقت للعب والتسلية: يجب على الوالدين توفير وقت للعب والتسلية مع الأطفال، وذلك لأن اللعب يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر والقلق وتعزيز العلاقة بين الوالدين والأطف

وبشكل عام، يمكن القول أن تعامل الوالدين يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى القلق لدى الأطفال. إذا كانت العلاقة بين الوالدين والأطفال قوية وصحية، وإذا قام الوالدان بتعليم أطفالهم التقنيات الصحيحة للتحكم في القلق والتوتر، فمن المرجح أن يكون لدى الأطفال مستوى قلق منخفض وحياة صحية وسعيدة.